ماهو التغير المناخي الذي يتم التحذير منه في وسائل الاعلام ؟

ماهو التغير المناخي الذي يتم التحذير منه في وسائل الاعلام ؟

ماهو التغير المناخي الذي يتم التحذير منه في وسائل الاعلام ؟

التغير المناخي 

بسبب التغيرات الخطيرة للمناخ على حياتنا وصحتنا وقدرتنا المعيشية كزراعة الغذاء وتوفر السكن والعمل، أصبح لزاماً علينا في موقع مشعل التقنية أن نأخذكم في جولة سريعة من خلال هذا المقال لنتعرف سويا على الخطر المحدق والقادم الذي يهدد كوكب الأرض …. لذا كونوا معنا.

ماذا يحدث لكوكب الأرض؟

يشهد كوكب الأرض بين الفينة والأخرى تقلبات وموجات مناخية مستجدة لم يعهدها الإنسان في عقود وقرون سابقة.

إن حدوث الأعاصير والعواصف والفيضانات ، وحالات الجفاف والتصحر وموجات الصقيع واشتعال الحرائق في الغابات ، وارتفاع درجة الحرارة الشديدة والبرودة الشديدة ، وتوقعات ذوبان الجليد في قادم السنوات في قطبي الكرة الأرضية الشمالي و الجنوبي ومن ثمّ إرتفاع منسوب مستوى سطح البحر وتوقعات باختفاء مدن ساحلية وجزر في عرض البحر.

كل تلك الأحداث والظواهر الطبيعية لم تكن لتحدث من تلقاء نفسها…بل هناك أمور تحدث لأسباب وجيهة لنشوء مثل تلك الظواهر والموجات والتغيرات لمناخ كوكبنا وبيتنا الكبير..كوكب الأرض.

فمنذ فجر التاريخ، كان لتقلبات وتغييرات الدورة الشمسية والأنشطة والثورات البركانية وحرائق الغابات هنا وهناك، كان لها الأثر في حدوث بعض التغيرات المناخية لكوكب الأرض على مدى تاريخ الأرض..لكنها لم تكن بالقدر الذي يدق ناقوس الخطر الوجودي على الإنسان وكل كائن حي على وجه البسيطة…

ومع اختراع الإنسان للآلة البخارية في سينيات القرن الثامن عشر الميلادي وإنبثاق الثورة الصناعية الأولى وما تتطلبته لإستخدام الفحم الحجري كوقود

ثم إنطلاق الثورة الصناعية الثانية أواخر القرن التاسع عشر وما صاحبه من إكتشاف للنفط و صناعة المحركات المختلفة التي تعمل بالمحرك الإنفجاري نتيجة حرق مشتقات النفط فيها وتسيير المركبات الثقيلة والمتوسطة والخفيفة.

وثم بناء وتشييد المصانع ومحطات الطاقة الكهربائية والتحلية للمياه وغيره الكثير والكثير من الصناعات الجديدة التي تعمل بواسطة الوقود الإحفوري بمختلف أنواعه .

إن من نافلة القول ، أن كل ذلك التطور الصناعي والتكنولوجي والحضاري كان له أثر إيجابي كبير جدآ على الإرتقاء بحياة الإنسان وخدمت وتسهيل أنماط حياته وفتح آفاق جديدة في كل مناحي الحياة المختلفة للإنسان في التحديث والتطوير.

لكن ما يجب التأكيد عليه هو أن هناك مضار كثيرة جداً نتج عن ذلك النهوض الحضاري والصناعي والتطويري يتمثل بإنبعاثات عاودم وغازات تلك الصناعات الجديدة التي عملت على إفساد وتلوث بيئة الإنسان..بل ويمكن أن تصل إلى القضاء على حياته…

إن أحد أهم وأخطر الظواهر التي أصبحت تؤرق البشرية اليوم هي ما أصبح يطلق عليه بظاهرة (الإحتباس الحراري)..

وما سينتج عنها من تغييرات مناخية لكوكب الأرض تمثل تهديداً حقيقياً و وجوديا لحياة الإنسان..

ولكي نستفيض في تفاصيل هذا الموضوع..دعونا نبحر وإياكم على شواطئ المعرفة والحقيقة

بلفيف من الأسئلة تكون مفاتيح إستعراضنا لأجوبة شافية وكافية.

وهي كالتالي :

• ما التغير المناخي ؟

• ما الإحتباس الحراري ؟

• ما أسباب التغير المناخي؟

• ما الأسباب الطبيعية للتغير المناخي ؟

• ما الأسباب البشرية للتغير المناخي ؟

• ما العوامل المؤثرة في المناخ ؟

• ما تأثير تغير المناخ على البيئة ؟

• ما تأثير تغير المناخ على الإنسان ؟

• ما حلول مشكلة التغير المناخي ؟

• ما الجهود الدولية المبذولة لحل مشكلة التغير المناخي ؟.

ما هو التغير المناخي ؟

التغير المناخي (climate changes ) يعبر عنه بأنه تغييرات لدرجة الحرارة وأشكال الطقس لفترة زمنية ليست بالقصيرة (unlimited period ) ويمكن أن تكون لمنطقة معينة أو شاملة لكوكب الأرض برمته.

ما يؤدي إلى نشوء ظواهر مناخية مستجدة لم تكن تحدث مسبقاً..كالفيضانات والعواصف والأعاصير الشديدة والقوية وذوبان الجليد وارتفاع منسوب مستوى سطح البحر ، والجفاف والتصحر الشديدين أو الأمطار الغزيرة المستمرة بعد حالة جفاف طويلة الأمد 

كل ما سبق يحدث نتيجة إنبعاثات غازات تسمى (الغازات الدفيئة) (warming gases) من خلال حرق الوقود الإحفوري في المصانع والشركات والمحطات ومحركات السيارات… ثم تصعد كل تلك الغازات وتحبس في الغلاف الجوي الملامس والقريب من كوكب الأرض ،فتكون النتيجة نشوء ظاهرة تسمى بظاهرة (الإحتباس الحراري).. أو (Global warming).

ما ظاهرة الإحتباس الحراري ؟

إن ظاهرة الإحتباس الحراري (Global warming) تعرف بأنها إرتفاع في معدل درجة حرارة الهواء الملامس والقريب لسطح الأرض نتيجة عمليات امتصاص غازات مثل ثاني أكسيد الكربون وغاز الميثان وأكسيد النيتروز وسداسي فلوريد الكبريت وغازات مصاحبة أخرى (warming gases).

كما تقوم تلك الغازات بامتصاص الحرارة الناتجة من الأرض وعكسها على سطحها، مما يؤدي إلى إرتفاع معدل درجة حرارة الأرض بنحو درجة مئوية واحدة تقريباً.

ما أسباب التغيرالمناخي؟

الحقيقة أن هنالك العديد من الأسباب لحدوث ظاهرة التغير المناخ (climate changes) على كوكب الأرض ، منها أسباب طبيعية والأخرى أسباب بشرية.

اولا : الأسباب الطبيعية للتغير المناخي

إن مجمل الأسباب الطبيعية لحدوث ظاهرة التغير المناخي يمكن إيجازها كما يلي:

● تقلبات الدورة الشمسية :

من المعلوم أن للشمس دورات من ما يسمى ب(الحضيض الشمسي) ، بعضها يكون قوياً والآخر ضعيفا ، فإذا ما كان الحضيض الشمسي ضعيفا ، سهل على الأشعة الكونية إختراق الغلاف الجوي للأرض مما يؤدي إلى وجود سحب عميقة ومنخفضة يسقط على إثرها أمطار غزيرة جداً ما يتسبب بحدوث فيضانات وسيول جارفة.

ثم إن ضعف(الحضيض الشمسي) أيضا يؤدي إلى ضعف المجال المغناطيسي للأرض ما ينتج عنه الكثير من الزلازل و البراكين المدمرة .

كذلك أيضاً ، إن اختلاف درجة الإشعاع الشمسي يؤثر على درجة حرارة الأرض لأن مناخ الأرض يعتمد على توازن الإشعاع الشمسي ثم الإشعاع الحراري الخارج من الأرض، فكلما كان الإشعاع الشمسي قوياً كان الإشعاع الحراري الخارج من الأرض قوياً أيضاً.

وعند ملازمة ظاهرة الإحتباس الحراري لسطح الأرض.. فإن ذلك يعكس إرتفاع درجة حرارة الأرض وبالتالي ذوبان الجليد القطبي ما يؤدي إلى إرتفاع منسوب مستوى سطح البحر والتسبب باختفاء مدن وجزر وغيرها من على وجه اليابسة.

● البراكين :

إن من الأسباب الطبيعية لحدوث ظاهرة التغير المناخي (climate changes) حدوث البراكين .. تطلق البراكين رمادها المكون من الكربون وأكسيد الكبريت في طبقات الجو العليا ، ما يؤدي إلى حجب وامتصاص أشعة الشمس عن الأرض..وهنا يمكن أن يحدث أمرين:

- إما تبريد الغلاف الجوي للأرض (2 - 3 سنوات)بسبب امتصاص أكسيد الكبريت لأشعة الشمس.

- او ارتفاع في درجة حرارة الأرض نتيجة امتصاص الكربون لأشعة الشمس.

● التذبذب الجنوبي لظاهرة النينيو :

يقصد به الإختلاف الغير منتظم بين معدل التبريد والإحترار (hotness and coldness) وقد تحدث لفترة ما بين ( 2 - 7 ) سنوات ما يؤدي إلى هطول الأمطار الغزيرة وتوسط في درجة الحرارة للأرض.

ثانياً : الأسباب البشرية لتغير المناخ

لعل من أهم أسباب التغير المناخي لكوكب الأرض هو ما يسببه الإنسان من خلال أنشطته المختلفة.. خصوصا بعد اختراع الآلة والثورة الصناعية الأولى والثانية وبناء وتشييد المصانع بمختلف أنواعها.. ويمكن أن نجمل الأسباب البشرية بالتالي :

● انبعاثات الوقود الإحفوري

تتكون الانبعاثات الأحفورية من غاز ثاني أكسيد الكربون والزئبق وغاز الكبريت ، ما يؤدي إلى احتباس هذه الغازات بطبقات الجو الملامس للأرض وينتج عنه ارتفاع درجة حرارة الأرض وتلوث الماء والهواء وذوبان الجليد.. إلى ما ذلك من التغيرات المناخية المتعددة.

● حرق الغابات وقطع الأشجار

إن حرق الغابات وقطع الأشجار يؤدي إلى انبعاثات ثاني أكسيد الكربون في الهواء الجوي ، وعندما تسقط الأمطار ، يحدث بأن يعود عاز ثاني أكسيد الكربون مع قطرات المطر.. وإن صادف ذلك الهطول للأمطار على مناطق جليدية (المناطق القطبية مثلاً)..... فإن غاز ثاني أكسيد الكربون يعمل على إذابة ذلك الجليد.

ومن ثم إرتفاع منسوب مياه البحار والمحيطات….ثم إن قطع الأشجار يقلل من فرص امتصاص غاز ثاني أكسيد الكربون من الهواء الجوي..

● الزراعة واستخدام الأسمدة

إن للزراعة واستخدام الأسمدة آثار على التغير المناخي..حيث أنهما تعملان على إنبعاثات للغازات الدفيئة وأكسيد النيتروز ، ما يؤدي إلى إرتفاع معدل درجة حرارة الأرض..وبالتالي حدوث ما يترتب عليه من تغير للمناخ .

● إستخدام وسائل النقل المختلفة

إن الاستخدام لوسائل النقل المختلفة آثار لحدوث ظاهرة التغير المناخي.. إذ تتسبب بنحو 15- 20% من إنبعاثات للغازات الدفيئة المتصاعدة إلى طبقات الجوالملامسة لسطح الأرض مسببة ما يسمى بظاهرة الإحتباس الحراري(Global warming).

● التوسع في المدن والزحف العمراني

إن هجرة الإنسان من المناطق الريفية وانتقاله إلى المدن والمناطق الحضرية يؤدي إلى اكتضاض السكان..عندها يلجئ الإنسان مضطراً إلى التوسع وزيادة الزحف العمراني على حساب الرقعة النباتية والزراعية الخضراء.

إضافة إلى ما ينتج عنه من زيادة خدمات الصرف الصحي والنفايات والأطعمة التالفة والتوسع في إنشاء المحطات الكهربائية وانبعاثاتها..وغير ذلك الكثير والكثير..كل ذلك بالتأكيد يؤدي إلى زيادة التلوث وبالتالي حدوث التغير المناخ(climate changes) .

● تربية الماشية

إن تربية الحيوانات بمختلف أنواعها ومسمياتها وكثرة أعدادها.. يؤدي إلى عمليات رعي جائرة بحق الأشجار والغطاء النباتي ، بحيث لا يسمح للنبات أن ينمو…ثم إن مخلفات الحيوانات تطلق غازات مثل الميثان وأكسيد النيتروز.

مع العلم أن مخلفات الحيوانات تطلق غازات مثل غاز الميثان الذي يعادل أثره أثر غاز ثاني أكسيد الكربون بنحو 28 مرة.. أما غاز أكسيد النيتروز فيعادل أثره أثر غاز ثاني أكسيد الكربون بنحو 265 مرة..ولذا تسهم تربية الماشية في حدوث التغير المناخي.

ما هي العوامل التي تؤثر على المناخ؟

هنالك العديد من العوامل المؤثرة في المناخ..سنذكر أهمها:

● خطوط العرض

تعتبر خطوط العرض للكرة الأرضية من أهم العوامل التي تؤثر في معرفة وتحديد المناخ ومن ثم معرفة التغييرات المناخية المحتملة خلال عام مثلا.

فكلما اقتربنا من خط الإستواء (مثلاً) يرتفع معدل درجة الحرارة والعكس أيضاً صحيح فكلما ابتعدنا عن خط الإستواء انخفض معدل درجة الحرارة.

لذا في الأعم الأغلب نجد أن التغيرات المناخية ثابتة كلما اتجهنا نحو خط الإستواء ، وتكون التغيرات المناخية غير ثابتة ومتغيرة كلما ابتعدنا عن خط الإستواء وصولاً إلى المناطق القطبية الشمالية والجنوبية.

● القرب من المحيطات والبحار

إن قرب المناطق الجغرافية من المحيطات والبحار والمسطحات المائية تجعل درجة الحرارة معتدلة وثابتة نسبياً ، على العكس من المناطق الصحراوية أو البعيدة عن المسطحات المائية.

● اختلاف التضاريس والإرتفاع عن سطح البحر

إن اختلاف التضاريس والإرتفاع عن سطح البحر له الأثر الكبير في المناخ…فكلما كانت المناطق أكثر ارتفاعا ، تكون فيها درجة الحرارة منخفضة…وبالمقابل كلما كانت المناطق منخفضة ، تكون درجة الحرارة فيها مرتفعة..

لذا يكون الإرتفاع والإنخفاض للمناطق عن مستوى سطح البحر ونوعية التضاريس مؤشراً تحدد به صفة المناخ والتغيرات المناخية المتوقعة.

● التيارات المائية للمحيطات

تقوم المسطحات المائية للمحيطات بامتصاص الأشعة الشمسية مثلها مثل ألواح الطاقة الشمسية ، تمتص الحرارة و تحتفظ بها ثم تقوم بتوزيع الحرارة إلى جميع أنحاء الكرة الأرضية بواسطة التيارات المائية الداخلية للمحيطات والبحار ، وعندما تلامس ذرات الهواء أسطح المياه الدافئة والمتبخرة منها تزيد درجة حرارة الهواء ورطوبته ويحدث تكونا للسحب الممطرة والعواصف ، فتنقلها الرياح إلى أماكن مختلفة على سطح الكرة الأرضية.

ثم إن التيارات المائية تعمل على تنظيم المناخ العالمي من خلال تعديل توزيع الشعاع الشمسي اللامتساوي الذي يصل إلى الكرة الأرضية…وإلا ستكون المناطق القطبية باردة جدا والمناطق الاستوائية حارة جدا.

وهذا لا يناسب بيئة عيش الإنسان..

● رطوبة التربة

إن رطوبة التربة يكون لها تأثير على المناخ ، حيث أن تلك الرطوبة للتربة تتبخر في الهواء خلال ساعات النهار مما يجعل الجو بارداً نسبياً ، بعكس تلك التي تحتوي على صخور ورمال ، فانها تعكس أشعة الشمس إلى حرارة ، وهذا يؤدي إلى إرتفاع حرارة الجو والمناخ.

● الرطوبة الجوية

إن رطوبة الجو لها دور وأثر في ثبات المناخ أو تغيره ، حيث أن بخار الماء الموجود في الجو يعمل على تدفئة المناطق (خصوصاً ليلا) التي يتواجد فيها…بسبب أن بخار الماء يعتبر من الغازات الدفيئة ، ويعمل على تبريد الجو خلال النهار حيث أنه يقوم بامتصاص جزء من الطاقة المنبعثة من الشعاع الشمسي خلال النهار ، ما يؤدي إلى برودة الجو في تلك المناطق.

● ظاهرة الغيوم

الحقيقة نستطيع القول أن للغيوم دور مزدوج في التأثير على المناخ بإعتبارها رابط مشترك بين الأمطار والثلوج ، والمسطحات المائية ، والكائنات الحية والنباتات والحيوانات.

فالغيوم إما تعمل على رفع أو خفض درجة الحرارة…فعندما تكون الغيوم على علو 1.6 كيلومتر من سطح الأرض ، فإنها تعمل على خفض درجة حرارة سطح الأرض بسبب أن تلك الغيوم تقوم بعكس الأشعة الشمسية وحرارتها وتمنع وصولها إلى سطح الأرض ما يؤدي إلى برودته.

لكن عندما تكون الغيوم على ارتفاعات عالية من سطح الأرض ، فإنها تعمل على حجز الحرارة المنبعثة من الأرض وتشكل حاجزاً أو عازلا يحفظ الحرارة المكتسبة من الأشعة الشمسية خلال النهار ، ما يؤدي إلى دفئ سطح الأرض وغلافها الجوي.

● طبيعة الأسطح

إن طبيعة الأسطح للأرض يكون لها تأثير على المناخ..فالأسطح النباتية أو الغطاء النباتي للأرض لا ترتفع فيه دراجة الحرارة سريعاً كما يحصل في الأسطح الصخرية والرملية.. نتيجة امتصاص النباتات للضوء والحرارة اللازمة لعملية البناء الضوئي الضرورية لنمو النباتات .

كما أن ظلال الأشجار يعمل على عدم إرتفاع درجة حرارة الأرض ، بعكس المناطق القاحلة والصحراوية والساحلية التي لا يكون فيها للظل وجود.

كذلك أيضاً الاسطح البيضاء تعمل على امتصاص الأشعة الشمسية وتعكس حرارتها ، على عكس الأسطح السوداء التي تمتص الأشعة الشمسية وتحتفظ بالحرارة.

ماهو تأثير التغير المناخي على البيئة؟

في الحقيقة أن عبث الإنسان ببيته الكبير (كوكب الأرض) وتدميره البطئ له جنباً إلى جنب مع الأسباب الطبيعية…يسهم إسهاما مباشراً وفاعلا في تغير المناخ سنة بعد سنة وعقد بعد عقد وقرن بعد آخر.

لقد أطلق علماء المناخ التحذيرات تلو التحذيرات من تفاقم ظاهرة الإحتباس الحراري (global warming) لكوكب الأرض ، نتيجة إنبعاثات حزمة من الغازات الدفيئة (warming gases) كغاز ثاني أكسيد الكربون وغاز الميثان وأكسيد النيتروز وسداسي فلوريد الكبريت وغيره من الغازات الدفيئة ، ما يجعل حرارة كوكب الأرض في إرتفاع مستمر في العقود القليلة القادمة.. طبقاً لما أعلنته الهيئة الدولية لتغير المناخ (IPCC).

ولعلنا هنا نستعرض معكم بعض تلك التغيرات المناخية المتوقعة مستقبلاً على بيئة كوكب الأرض كما يلي :

● الإرتفاع المستمر لدرجة الحرارة :

إن الإرتفاع المستمر لدرجة حرارة الأرض سيؤدي حتماً إلى زيادة في معدل الجفاف ، وزيادة في أمد الصقيع ، وبالتالي زيادة في انخفاض الإنتاج الزراعي.

إن تغير المناخ نتيجة ظاهرة الإحتباس الحراري والغازات الدفيئة ، ستعمل على إطالة فترة الصقيع والبرودة لنحو شهر أو أكثر ، وهذا بدوره سيأثر حتماً على نمو المحاصيل الزراعية والإنتاجية لمختلف الغلال الزراعية بأنواعها.

● تغيرات في مواسم سقوط الأمطار

إن إنبعاثات الغازات الدفيئة وتغير المناخ سيؤدي حتماً إلى نسب متفاوتة لمستوى سقوط الأمطارومواعيدها وقلتها أو كثرتها…فبعض المناطق ستقل فيها معدلات سقوط الأمطار بينما ستزداد في مناطق أخرى.

● زيادة قوة العواصف والأعاصير وكثرة حدوثها

إن تغير المناخ نتيجة ظاهرة الإحتباس الحراري سيؤدي إلى زيادة عدد وقوة الأعاصير والعواصف من الفئة الثالثة والرابعة ، وما سيصحبها من أمطار غزيرة وفيضانات مدمرة.

● زيادة في مستوى إرتفاع سطح البحر

إن التغير المناخي نتيجة ظاهرة الإحتباس الحراري والغازات الدفيئة ستعمل على ارتفاع درجة الحرارة للقطبين الشمالي و الجنوبي للكرة الأرضية ، ما سيؤدي إلى ذوبان الجليد القطبي فيهما ، ما سينتج عنه من إرتفاع لمستوى سطح البحر وغرق واختفاء مدن ساحلية بأكملها وجزر من على الخريطة في أنحاء مختلفة من العالم.

● اختفاء الجليد من القطب الشمالي

يتوقع خبراء البيئة والمناخ بأن الجليد القطبي الذي يغطي القطب المتجمد الشمالي للكرة الأرضية سيختفي قبل حلول منتصف القرن الحالي (القرن الواحد والعشرين) مما سيكون له تداعيات خطيرة ووخيمة على البيئة.. لأن هذا الأمر سيترتب عنه إرتفاع منسوب مياه سطح البحر ما سيؤدي إلى اختفاء العديد من المناطق والمدن والجزر من على خريطة اليابسة على مستوى العالم أجمع.

آثار التغير المناخي على الإنسان

هنالك بالتأكيد آثار للتغيرات المناخية على الإنسان وصحته وحياته والبيئة التي يعيش فيها وتلك التغيرات المناخية إما تكون مباشرة أو غير مباشرة.

أما أسباب التغيرات المناخية المباشرة التي تؤثر على الإنسان فهي على سبيل المثال لا الحصر.. الإجهاد الحراري والفيضانات والعواصف والجفاف…وغير ذلك الكثير.

أما عن أسباب التغيرات المناخية الغير مباشرة فتكون مثل تدني نوعية المياه (عدم وجود مياه صحية) وتلوث الهواء والبيئة وعدم وفرة الغذاء وجودته و اختلال نظام الطبيعة وظهور الحشرات المسببة للأمراض المعدية ، ظهور الاوبئة التي لم تكن معروفة من قبل..وغيرها الكثير.

ويمكن إجمالا حصر بعض تلك الآثار ، آثار التغيرات المناخية على الإنسان بالآتي :

1- انقطاع الكهرباء بسبب الحرارة الشديدة أو البرودة الشديدة وما ينتج عنها من تعطل للمرافق الحيوية للانسان مثل المستشفيات والمواصلات والمرافق الخدمية الأخرى المتعلقة بحياة الإنسان ومعيشته.

2- تدني مستوى الإنتاج الزراعي وما قد ينتج عنه من صعوبة الحصول على الغذاء أو إرتفاع أسعاره.

3- زيادة معدل إنتشار الأمراض نتيجة ازدياد وانخفاض معدل درجة الحرارة والرطوبة.

4- ضربات الشمس الحارقة وتأثيرها على صحة الإنسان وحيويته.

5- القلق والتوتر والاكتئاب ومحاولة قتل النفس أو الإنتحار.

6- فرط الحساسية وزيادة مواسمها نتيجة هطول الأمطار الغزيرة و المستمرة.

7- شحة الحصول على مياه الشرب النقية والعذبة نتيجة إرتفاع منسوب ومستوى مياه البحر.

حلول مشكلة التغير المناخي

لقد أوصى خبراء البيئة والمناخ بعدة توصيات وحلول لمشكلة التغير المناخي الحاصل لكوكب الأرض…فيما يلي أهمها :

1- الحد أو التقليل من استخدام الوقود الإحفوري .

والتي تشمل مشتقات الوقود الإحفوري والفحم .. نتيجة انبعاثات الغازات الدفيئة من عملية استخدامها.

2- الإتجاه نحو إستخدام الطاقة المتجددة أو بما يسمى بالطاقة النظيفة (clear energy) أو صديقة للبيئة.

والطاقة المتجددة يقصد بها :

● طاقة الرياح (توربينات هوائية)(wind energy).

● الطاقة الشمسية (ألواح السيليكون)(solar energy).

● طاقة الأمواج (التيارات المائية)(waves energy).

● طاقة المد والجزر(tiding energy).

● طاقة الأرض الحرارية (heating energy).

3- الحد من استخدام المركبات :

ويقصد بذلك المركبات الثقيلة والمتوسطة والخفيفة بأنواعها التي تعمل بالوقود الإحفوري والاتجاه نحو المركبات التي تعمل بالكهرباء أو الطاقة الشمسية أو ركوب الدراجات.

4- تشجيع وتحسين الزراعة والأنظمة الغذائية النباتية :

وذلك من خلال الإعتماد على الغذاء النباتي والتقليل من استهلاك اللحوم والألبان ومافي حكمهما..

ثم تشجير المناطق الصحراوية والقاحلة بالأشجار والنباتات والحفاظ عليها وتوسيع رقعة الغطاء النباتي والحفاظ عليه..لما لهما من أثر ودور هام في امتصاص ثاني أكسيد الكربون والتخفيف من وجوده في الهواء الجوي.

5- حماية الغابات من الاحتطاب أو القطع أو الزحف العمراني :

وذلك من خلال سن قوانين وتشريعات تحمي أشجار الغابات والمحميات الطبيعية من القطع والاحتطاب الجائر وذلك لأهميتها في تخفيف درجة الحرارة ثم امتصاص ثاني أكسيد الكربون وإنتاج الأكسجين الضروري لحياة الإنسان.

6- الحد من هدار الطعام:

إن الطعام المهدور يسهم في انبعاثات الغازات الدفيئة (غازات الاحتباس الحراري) بنسبة تصل 8% إلى مقابل ما ينتجه الإنسان من خلال أنشطته الصناعية المختلفة….ومن جانب آخر تحسين تخزين المنتجات الغذائية والاحتفاظ بها للاستفادة منها في أوقات الحاجة أو نقلها لبلدان فقيرة للإفادة منها وعدم هدرها.

الجهود الدولية المبذولة لحل مشكلة التغير المناخي

بذل المجتمع الدولي جهوداً متوالية لحل مشكلة التغير المناخي (climate changes) وقد أسفرت تلك الجهود إلى العديد من المعاهدات والمواثيق والاتفاقيات الدولية، لعل أهمها :

1- البرنامج الدولي الأول للمناخ (WCRP) عام 1980:

ويتلخص بمنح قيمة مضافة لعلوم المناخ فيما يخص الظواهر التي تحدث في المحيطات والغلاف الجوي.

2- بروتوكول مونتريال 1987:

الحقيقة أن هذا كان أول اتفاق تاريخي بشأن موضوع التغيرات المناخية لكوكب الارض..وقد صدقت عليه جميع الدول.

3- في عام 1988م تم الكشف عن (IPCC) الفريق الحكومي الدولي لتغير المناخ:

وقد كان مهام هذا الفريق هو إعداد ونشر جميع التقارير المعنية بالمناخ حاضراً ومستقبلاً.

4- وفي عام 1992م تم الاعلان عن (unfccc) اتفاقية الأمم المتحدة بشأن تغير المناخ:

كانت هذه الاتفاقية أول معاهدة دولية تم التصديق عليها من قبل 197 دولة حول العالم تتحدث حول التغيرات المناخية (climate changes)

5- قمة ريو (قمة الأرض) 1997 :

في هذه القمة تم أول اعتراف دولي بقضية أو ظاهرة الإحتباس الحراري (Global warming).

6- برتوكول (كيوتو) 1997 :

وتعتبر معاهدة كيوتو أول معاهدة ملزمة لجميع الأطراف الموقعة عليها من خلال خفض إنبعاثات الغازات بنسبة 5% ..لكن لم تدخل حيز التنفيذ إلا في عام 2005 م.

7- تجارة الانبعاثات (تجارة الكربون) :

وهذا هو في الأصل مشروع اوروبي تم تسميته ب (تبادل الكربون) حيث تقرر فيه منح الدول نسب معينة من إنبعاثات غاز الكربون لا يمكن تجاوزه.

8- وفي عام 2009م تم القيام بعمل مؤتمر كوبنهاجن لتغير المناخ:

وكان هذا المؤتمر عبارة عن اتفاقية جديدة تحل محل برتوكول كيوتو - لكنه فشل في إلزام الدول الأعضاء بضرورة خفض الانبعاثات الكربونية المسببة لظاهرة الاحتباس الحراري.

9- مؤتمر كانكون أو الصندوق الأخضر للمناخ عام 2010م :

في هذا المؤتمر تم الاتفاق على إنشاء (الصندوق الأخضر) ومنحه حوالي 100 مليار دولار.. وذلك لمساعدة الدول النامية لمكافحة تغير المناخ وحماية الغابات..وكان المفترض أن يبدأ العمل به منذ عام 2020م.

10- اتفاقية باريس عام 2015:

في هذه الاتفاقية تم مطالبة الدول بخفض الانبعاثات لديها.. وقد تضمنت الاتفاقية بما سمي ب ( التقييم العالمي) وذلك بخصوص التقدم المحرز في خفض الانبعاثات لدى كل دولة على حدة.

11- الصفقة الخضراء 2019م

وهذه اتفاقية اوروبية تهدف إلى ما سمي ب( الحياد الكربوني) بحلول عام 2050م.

12- قمة العمل المناخي 2019

وهذه القمة دعت إليها الأمم المتحدة ممثلة بأمينها العام السابق (انطونيو غوتيريش) وذلك لكافة قادة الدول والحكومات ومنظمات المجتمع المدني والقطاع الخاص كي يقدموا الدعم اللازم لزيادة العمل والمحافظة على المناخ.

وفي ختام مقالنا هذا…….يتمنى فريق موقع  أن يكون قد وفق في إيضاح قضية التغير المناخي من جميع جوانبه .. شاكراً لكم متابعتكم الدائمة والمستمرة.